2019
. يوليو
58
الرقابة . العـدد
40
علـــى الأداء الاجتماعـــي للمؤسســـة، وبالطبـــع فـــإن
ً
رأيـــا
هــذه الخدمــة تدعــم الرقابــة الاجتماعيــة علــى المؤسســات،
وبالتالـــي تســـاعد علـــى دعـــم حوكمـــة أصحـــاب المصالـــح
المهمـــ مثـــل المجتمـــع ونقابـــات واتحـــادات العمـــال.
إن اختبـــار مزاعـــم الإدارة بشـــان الاســـتدامة يتضمـــن
•
رأيـــا علـــى الأداء البيئـــي للمؤسســـات، ويعتبـــر أمـــر منطقـــي
في ســـياق رأي المدقـــق علـــى الاســـتدامة نفســـها، ولـــذا فـــإن
هـــذا التقريـــر يخـــدم أهـــداف الحوكمـــة للشـــركات، خاصـــة
يفتـرض أنـه
ً
الشـركات الملوثـة للبيئـة أو التـي تمـارس نشـاطا
ذو تأثيـــر ســـلبي محتمـــل علـــى البيئـــة.
إن القيـــام بتدقيـــق التنميـــة المســـتدامة ســـوف يزيـــد مـــن
مصداقيــة الإفصــاح علــى تقاريــر التنميــة المســتدامة وزيــادة
الحـــوار مـــع الأطـــراف ذات المصلحـــة بحصولهـــم علـــى
المعلومـــات وبالقـــدر الـــكافي، والتـــي يمكـــن الاعتمـــاد عليهـــا
في الوقـــت المناســـب وعلـــى أســـاس منتظـــم، وبالتالـــي فهـــي
تســـهل عمـــل الأطـــراف ذات المصلحـــة. فانتهـــاج سياســـة
رشـــيدة والقيـــام بـــأداء ســـليم في مجـــال التنميـــة المســـتدامة
للمؤسســـات يضمـــن هـــذه الأخيـــرة ســـمعة طيبـــة وإدارة
أفضـــل للمخاطـــر. ويقـــوم بتحســـ إدارة الشـــركات بفعاليـــة
ويضمـــن صدقهـــا ومســـؤولياتها ومحاســـبتها.
دور المحاسب في تدقيق التنمية المستدامة
يعتمـد متابعـة الإسـتدامة علـى مسـتوى المؤسسـات علـى توليـد
وتحليـل والتقريـر عـن وتدقيـق معلومـات دقيقـة سـواء ماليـة
أو غيـر ماليـة، ويتطلـب هـذا الأمـر مـن المحاسـبين الحصـول
علـى فهـم كامـل لأبعـاد الإسـتدامة والتحديـات التـي تفرضهـا
لتحقيـــق نمـــو طويـــل الأجـــل لقيمـــة حملـــة الأســـهم، وأن دور
المحاســـبين في الإســـتدامة يتجـــاوز مهـــام جمـــع و تحليـــل
البيانـــات والتقريـــر عـــن المعلومـــات المتعلقـــة بالإســـتدامة،
حيــث تتعــدد الأدوار التــي يمكــن أن يؤديهــا المحاســب لمتابعــة
أهـــداف الإســـتدامة والتـــي يمكـــن أن تشـــمل مـــا يلـــي:
مســـاعدة منظمـــات الأعمـــال لإبـــراز مفهـــوم التنميـــة
المســـتدامة، دعـــم جهـــود المنظمـــات لبنـــاء والمحافظـــة علـــى
علاقـــات مـــع أصحـــاب المصلحـــة، إدارة المخاطـــر المتعلقـــة
بالإســـتدامة لأغـــراض الإســـتثمار.
إن الإسـتدامة تمثـل تحـدي جدیـد وفـرض جديـد للمحاسـب،
حيـث تتطلـب منـه تنميـة مهاراتـه وخبراتـه وقدراتـه التحليليـة
والإحصائيـة وليـس الماليـة فقـط حتـي يحافـظ علـى موقعـه
ومكانــه كمنتــج للمعلومــات، ونتيجــة لأن المحاســبين يمتلكــون
مهـــارات جمـــع وتحليـــل البيانـــات والتقريـــر عـــن المعلومـــات
وتفهـــم عمليـــة التدقيـــق، لذلـــك فهـــم الأقـــدر علـــى مقابلـــة
التحديــات التــي تفرضهــا قضايــا الإســتدامة.
ممــا ســبق يتضــح أن خبــرة المحاســبين في تصميــم وتشــغيل
نظـــم المعلومـــات وفي توفيـــر تحلیـــل كمـــي لمعلومـــات ماليـــة
وغيـر ماليـة، يجعلهـم في موقـع جيـد لدعـم ومتابعـة إسـتدامة
الشـــركات، وأن هـــذا يتطلـــب في نفـــس الوقـــت تفهـــم عميـــق
لأوجـه القصـور في النظـم المحاسـبية، مـع البحـث في إمكانيـة
الإســـتفادة مـــن المســـاهمات المحتملـــة للطـــرق والأســـاليب
المحاســـبية الأخـــرى ، ولا ســـيما أن المحاســـبة أصبحـــت
في نمـــو المســـؤولية الإجتماعيـــة للشـــركات،
ً
أساســـيا
ً
شـــریكا
فالمهـــارات الأساســـية المحاســـبية يجـــب إســـتخدامها لمقابلـــة
طلـــب المنظمـــات علـــى مشـــمول عمليـــة إعـــداد التقريـــر.
دور المدقق الداخلى فى تدقيق التنمية المستدامة
ً
إن الهـــدف مـــن وظيفـــة التدقيـــق الداخلـــي كانـــت دائمـــا
لتحســـ أي عمليـــة داخـــل المؤسســـة مـــن شـــأنها أن تـــؤدي
إلـــى تحســـ الإيـــرادات وتخفيـــض المخاطـــر. والمؤسســـات
اليـــوم في ظـــل تحديـــات التنميـــة المســـتدامة تزايـــد إدراكهـــا
أنهـا بحاجـة إلـى نظـام لهيـكل سـابق حـول عناصـر التنميـة
المســتدامة المبعثــرة، وذلــك لجمــع المعلومــات ومــلء الحلقــات
المفقـــودة، حيـــث اتضـــح أن وظيفـــة التدقيـــق الداخلـــي هـــي
في وضـــع جيـــد يؤهلهـــا لمســـاعدة الإدارة في تنفيـــذ نظـــام
إدارة الاســتدامة وتنفيــذ عمليــة تدقيــق النظــام بعــد مرحلــة
التنفيـذ، ولكـن يجـب عليهـم الحصـول علـى المعرفـة وتقنيـات
تدقيـــق الاســـتدامة المعمـــول بهـــا.
أن تطبيق نظام لإدارة التنمية المستدامة في
Hans
يرى
المؤسسة يتطلب أربعة مراحل والدور الذي يلعبه المدقق
الداخلي في كل مرحلة من مراحل هذا النظام، وهذه المراحل
هي على النحو التالي :
ينبغـــي لسياســـة الاســـتدامة أن
السياســـة والإســـتراتجية:
•
مقالات