2019
. يوليو
58
الرقابة . العـدد
13
حـــاز مفهـــوم المســـؤولية الإجتماعيـــة علـــى اهتمـــام العديـــد
مــن الدراســات والبحــوث منــذ عقــود، فيــرى المتابــع تنامــي
هـــذا المفهـــوم لاســـيما في العقـــد الأخيـــر مـــن الزمـــن، ولأن
الشـــركات والمؤسســـات الربحيـــة بـــدأت تســـتنزف مـــوارد
الدولـة لأهدافهـا الخاصـة، أصبـح الباحثـون يدرسـون مـدى
مســـاهمة تلـــك الشـــركات في دفـــع عجلـــة التنميـــة في البـــ د
قـــرت العديـــد مـــن
ُ
التـــي تمـــارس فيهـــا نشـــاطاتها، كمـــا أ
القوانــ التــي تنظــم هــذه الأعمــال مثــل قوانــ الحوكمــة،
فصـار لزامـا علـى الشـركات الإفصـاح عـن كافـة الاسـهامات
والأنشـــطة المجتمعيـــة، وأمـــا فيمـــا يتعلـــق في البيئـــة، بـــدأت
المنظمـــات المهتمـــة في البيئـــة الإلتفـــات إلـــى دور الشـــركة في
مراعـــات البيئـــة، فعلـــى ســـبيل المثـــال تم تأســـيس الهيئـــة
في الكويـــت وتنامـــت أنشـــطتها
1995
العامـــة للبيئـــة في عـــام
.
2009
بشـــكل ملفـــت للنظـــر في عـــام
أهمية البحث
إن اســـهامات وأنشـــطة الشـــركات في المســـؤولية الإجتماعيـــة
تدفـــع إلـــى تنميـــة الـــدول، فهـــي تقلـــل معـــدلات البطالـــة
والفقـر وانعـدام المسـاواة، كمـا لهـا آثـار علـى نمـو المؤشـرات
الإقتصاديـة كارتفـاع النـاتج القومـي الإجمالـي ونـاتج الدخـل
القومـــي، ولأهميـــة تلـــك الأنشـــطة أصبـــح مـــن الضـــروري
تســـليط الضـــوء علـــى دور الشـــركات في تلـــك الاســـهامات
والتأكـــد مـــن وجـــود القوانـــ والتشـــريعات الأساســـية
لتنظيمهـــا، كمـــا يجـــب تســـليط الضـــوء علـــى دور الأجهـــزة
الرقابيـة في متابعـة مـدى جديـة الشـركات في تفعيـل دورهـا
المجتمعـــي وذلـــك للشـــركات المشـــمولة برقابتهـــا.
أهداف البحث
يسعى الباحثان منخلال هذا البحثلإنجاز الأهداف التالية:
التعــرف علــى مفهــوم المســؤولية الإجتماعيــة وأهميتــه في
.1
تنميــة المجتمعــات.
التعرفعلىعناصر ومبادئ المسؤولية الإجتماعية للشركات.
.2
التعـــرف علـــى دور المســـؤولية الإجتماعيـــة للشـــركات
.3
في التنميـــة.
التعـرف علـى دور شـركات الأعمـال في الكويـت وأنشـطتها
.4
بشـأن المسـؤولية الإجتماعيـة.
التعـرف علـى مـدى قيـام ديـوان المحاسـبة في دولـة الكويـت
.5
بـدوره المنـاط بـه في التحقـق مـن تنفيـذ الشـركات المشـمولة
برقابتـه لدورهـا المأمـول في المسـؤولية الإجتماعيـة.
المحور الأول – تعريف المسؤولية الإجتماعية وأهميتها:
تم تقســـيم هـــذا المحـــور إلـــى قســـمين فرعيـــ يتنـــاول الأول
منهمــا تعريــف المســؤولية الإجتماعيــة، فيمــا يتنــاول القســم
الثانــي أهميتهــا.
تعريف المسؤولية الإجتماعية:
إن للمســـؤولية الإجتماعيـــة مفهـــوم واســـع جـــدا كمـــا لـــه
تشـــعبات متعـــددة تشـــمل جميـــع الأطـــراف ذات العلاقـــة
لارتباطـــه بشـــكل مباشـــر بالمجتمـــع. فقـــد عرفهـــا (بيتـــر
دراكـــر) «بأنهـــا إلتـــزام الشـــركة تجـــاه المجتمـــع الـــذي تعمـــل
فيـــه». كمـــا عرفهـــا (هولمـــوس) «أنهـــا التـــزام المنشـــأة تجـــاه
أعمـــال المجتمـــع الـــذي تعمـــل فيـــه». بينمـــا عرفهـــا (بيتـــر
ديبريـــت وجيـــي شمشـــاك) علـــى «أنهـــا تطـــوع الشـــركات
بالإهتمـــام في المجتمـــع والبيئـــة». كمـــا عـــرف البنـــك الدولـــي
مفهــوم المســؤولية الاجتماعيــة لمنظمــات الأعمــال علــى أنهــا
«التـزام أصحـاب النشـاطات التجاريـة بالمسـاهمة في التنميـة
المســـتدامة مـــن خـــ ل العمـــل مـــع موظفيهـــم وعائلاتهـــم
والمجتمــع المحلــي لتحســ مســتوى معيشــة النــاس بأســلوب
يخـــدم التجـــارة ويخـــدم التنميـــة في آن واحـــد».
ويتضـح لنـا أن للمسـؤولية الإجتماعيـة أطـر واضحـة المعالـم
اتفـــق عليهـــا الباحثـــون، فهـــي اهتمـــام الشـــركات بالمجتمـــع