AlRaqaba 62

2021 . يناير 62 الرقابة . العـدد 16 القرار الإداري السلبي: تعريفه وخصــائصه والفرق بينـه وما يشابهه من تصرفــات مـــن القواعـــد المقـــررة أنـــه لا يُنســـب لســـاكت قـــول، وقياسًـــا علـــى هـــذه القاعـــدة لا يجـــوز نســـبة اتخـــاذ موقـــفٍ معـــنٍ لأحدهـــم اتجـــاه مسـألة مـا إذا لـم يبـدر منـه تصـرف أو قـول، بحسـبان أن هـذا الأمـر عـدم (أي السـكوت وعـدم القيـام بفعـل مـا)، والعـدم لا ينتـج عنـه وجـود، وعلـى مـا ذكـر، فإنـه لا يجـوز إذا امتنعـت الإدارة عـن القيـام بأمـر مـا، أو الـرد علـى طلـب مـا، أن ينسـب إليهـا أنهـا رفضـت ذلـك الأمــر أو قبلتــه. وهـــذا الأمـــر قـــد تترتـــب عليـــه نتيجـــة خطيـــرة وهـــي إهـــدار حقـــوق الأفـــراد، إذ قـــد تســـلك الإدارة هـــذا المســـلك في حـــال تقـــدم بعـــض الأفـراد للحصـول علـى حـق ثابـت لهـم، فتلـوذ الإدارة بالصمـت والامتنـاع عـن تنفيـذ هـذا الطلـب أو إبـداء الـرأي فيـه، فتقـع النتيجـة التاليـة: لـم يتحصـل الفـرد علـى حقـه، ولا يجـوز لـه أن يلجـأ للقضـاء لمخاصمـة رفـض الإدارة لأننـا لسـنا أمـام قـرار إداري، إذ القـرار هـــو إبـــداء الإدارة لإرادتهـــا الملزمـــة اتجـــاه أمـــر لإحـــداث أثـــر قانونـــي، وهنـــا لـــم تبـــدِ الإدارة شـــيئًا، لا موافقـــة ولا رفضًـــا، وبذلـــك يُهـــدر مبــدأ المشــروعية، وتُهــدر رقابــة القضــاء، لأن الإدارة اتخــذت موقفًــا ســلبيًا ! وللخـــروج مـــن هـــذه المشـــكلة، ولحفـــظ حقـــوق الأفـــراد مقابـــل تغـــول الإدارة ظهـــرت إلـــى الوجـــود فكـــرة القـــرار الإداري الســـلبي، وهـــو عبـــارة عـــن قـــرار إداري بالرفـــض يفتـــرضصـــدوره مـــن الإدارة افتراضًـــا. أيضًـا، فـإن القـرار الإداري السـلبي قـد يلتبـس مفهومـه مـع بعـض التصرفـات الصـادرة مـن الإدارة مـن حيـث المظهـر الخارجـي، وهـو عــدم القيــام بفعــلٍ مــا. تفصيــً لمــا أُجمِــل، فإننــا سنقســم بحثنــا هــذا إلــى مبحثــن، الأول يبحــث في مفهــوم القــرار الإداري الســلبي وخصائصــه، والثانــي يبحــث في تمييــزه عــن غيــره مــن القــرارات الأخــرى. إعـــداد / عبدالرحــمن العــومي مدقق مساعد بإدارة الرقابة المسبقة للشؤون الاقتصادية تشريعات